کد مطلب:239473 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:160

ما هو سر تشیع الایرانیین
یقول السید أمیر علی، و هو یتحدث عن سر ارتباط الفرس بقضیة بنی فاطمة : « .. و قد أظهر الامام علی منذ بدایة الدعوة الاسلامیة



[ صفحه 173]



كل تقدیر، و مودة نحو الفرس، الذین اعتنقوا الاسلام . لقد كان سلمان الفارسی، و هو أحد مشاهیر أصحاب الرسول، رفیق علی و صدیقه، و كان من عادة الامام أن یخصص نصیبه « النقدی » فی الانفال لافتداء الأسری . و كثیرا ما أقنع الخلیفة عمر بمشورته ؛ فعمد الی تخفیف عب ء الرعیة فی فارس . و هكذا كان ولاء الفرس لأحفاده واضحا تمام الوضوح .. » [1] .

و یری فان فلوتن : ان من أسباب میل الخراسانیین، و غیرهم من الایرانیین للعلویین، هو أنهم لم یعاملوا معاملة حسنة، و لا رأوا عدلا الا فی زمن حكم الامام علی (ع) [2] .

أما الاستاذ علی غفوری فیری [3] : أن الایرانیین كانوا قبل الاسلام یعاملون بمنطق : أن الناس قد خلقوا لخدمة الطبقة الحاكمة، و أن علیهم أن ینفذوا الأوامر من دون : كیف ؟ و لماذا ؟ . فجاء الاسلام بتعالیمه الفطریة السهلة السمحاء ؛ فاعتنقوه بكل رضی و أمل، و بدأ جهادهم فی سبیل اقامة حكومة اسلامیة حقیقیة.

و بما أن أولئك الذین تسلموا زمام الامور - باستثناء الامام علی طبعا - كانوا منحرفین [المقصود هنا بالطبع هو خلفاء الامویین] عن الاسلام، و تعالیمه، و یحاولون تلبیس عاداتهم الجاهلیة، حتی التمییز القبلی ، و العرقی بلباس الاسلام ، و اعطائها صفة القانونیة و الشرعیة ... فان الایرانیین لم یجدوا أهداف الاسلام، و تعالیمه فی تلك الحكومات ؛ و لهذا كان من الطبیعی أن یتوجهوا الی علی، و الأئمة من ولده، الذین تعدی الآخرون علی حقوقهم بالخلافة، و الذین كان سلوكهم المثالی هو



[ صفحه 174]



المرآة الصافیة، التی تنعكس علیها تعالیم الاسلام و أهدافه، و یمثلون الصورة الحقیقیة للاسلام علی مدی التاریخ، و كان صدی علمهم، و زهدهم، و استقامتهم یطبق الخافقین، و خصوصا الصادق و الرضا، الذی اهتبل الفرصة ابان الخلاف بین الأمین و المأمون لنشر تعالیم الاسلام، و تعریف الناس علی الحقائق، التی شاء الآخرون أن لا یعرفها أحد .

لكن لم یكن یروق للقوی الحاكمة، أن تظهر تلك الوجوه الطاهرة علی الصعید العام، و تتعرف علیها الامة الاسلامیة، و علی فضائلها، و كمالاتها ؛ لأن الناس حینئذ سوف یدركون الواقع المزری لاولئك الحكام، و المتزلفین لهم . و الذین كانوا یتحكمون بمقدرات الامة، و امكاناتها ؛ و اذا أدركوا ذلك فان من الطبیعی أن لا یترددوا فی تأیید الأئمة، و مساعدة أیة نهضة، أو ثورة من قبلهم ؛ و لهذا فقد جهد الحكام فی أن یزووهم و یبعدوهم ما أمكنهم عن الناس ، و وضعوهم تحت الرقابة الشدیدة، و فی أحیان كثیرة فی غیاهب السجون .. حتی اذا ما سنحت لهم فرصة، تخلصوا منهم بالطریقة التی كانوا یرون أنها لا تثیر الكثیر من الشكوك و الظنون ..


[1] روح الاسلام ص 306.

[2] السيادة العربية و الشيعة و الاسرائيليات.

[3] يادبود هشتمين امام « فارسي ».